مأساة طالبي اللجوء في بلجيكا

تقرير : تاين ساديه - ترتفع معدلات تدفق اللاجئين على بلجيكا بشكل
انفجاري، في الوقت الذي تنعدم فيه مراكز الاستقبال والإيواء. الكثير من
اللاجئين ينامون على الرصيف أو في مساكن مهجورة باردة يتسرب إليها الهواء.

ترى المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن بلجيكا تنتهك حقوق الإنسان في هذا المجال
أما بلجيكا فهي في حالة أزمة فيما يخص اللاجئين.
"لم أر الجليد في حياتي"، يقول مايكل رومينيجا وهو يشد بأصابعه شبه
المتجمدة على غطاء الرأس المصنوع من الصوف. اضطر مايكل الذي يعمل صحفيا في
رواندا للهرب من بلده قبل أسبوعين وذلك بسبب انتقاد وجهه لنظام بلده.هرب
مايكل تاركا خلفه زوجته وأولاده في العاصمة كيغالي.
برد قارس
الآن يقف مايكل في البرد القارس أمام أحد الأبنية المهجورة في مدينة بروكسل
يساعد بعض المتطوعين الذي جاءوا يحملون بعض الأغطية والأكل. يسكن مايكل مع
مجموعة مكونة من خمسين لاجئا من أفغانستان ، والعراق ونيجيريا وكوسوفو.
تعرفت هذه المجموعة على بعضها في محطة القطار المركزية في العاصمة
البلجيكية بروكسل. دفعهم البرد إلى الاحتماء بهذا المبنى المهجور :
" شرعت عبر القنوات الرسمية في تعبئة الأوراق المتعلقة باللجوء، ولكن لا احد يساعدني وليس هنالك مأوى مخصص للاجئين" يقول مايكل.
تصادفت زيارتي لهم مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، في هذا اليوم لا تتجه
مشاعر الكراهية لدى اللاجئين لأحد الحكام المتسلطين في أفريقيا أو آسيا،
ولكن نحو بلجيكا البلد المضيف. البلد الذي يستضيف الاتحاد الأوربي يعاني من
أزمة لاجئين.
" نستغرب أن يضطر الناس للعيش في الشارع في مدينة مثل بروكسل" هكذا يقول
الانتقاد الصادر من المفوضية السامية للاجئين. " كان على بلجيكا أن تتوقع
حدوث مثل هذه الأزمة الإنسانية".
فراغ حكومي
يلوم الساسة في بلجيكا بعضهم بعضا، ولكن على المدى القصير ستظل سياسات
اللجوء الفاشلة على حالها، فالبلد ليست لديها حكومة لمدة تقارب نصف العام.
ورئيس الوزراء المكلف ايف لوترم لا ينوي حرق أصابعه بهذا الملف.
يجب أن تقفل منافذ اللجوء، يقول فيليب دي فينتر زعيم حزب مصلحة الفلامس
المناهض للهجرة. يقدر فيليب دي فينتر أن عدد اللاجئين الذين استقبلتهم
بلجيكا في السنوات العشر الأخيرة بما يقارب 200 ألف.
وهذا العدد يساوي عدد سكان مدينة مثل (غينت) وهذه الأعداد لا يمكن تحملها. يدعو دي فينتر إلي سياسات هجرة صارمة كما في هولندا:
" الآن تتدفق أعداد اللاجئين غير المرحب بهم في هولندا إلى بلجيكا، وذلك لتعاملنا المتسم باللامبالاة".
مصادرة أجهزة الحاسوب
بعد أسبوع من سكنى مايكل في المنزل المهجور حيث ألقى فراشه في ركن بارد،
ظهر موظفو الصليب الأحمر طالبين من مايكل ورفاقه حزم أغراضهم للرحيل إلى
مركز لإيواء اللاجئين في مكان ما من مدينة بروكسل.
يستلف مايكل مبلغا صغيرا من المال كي يذهب لمقهى الانترنت ليراجع بريده الاليكتروني القادم من زملائه بالصحيفة في كيغالي
" داهمت ا لشرطة مقر الصحيفة وصادرة كل أجهزة الحاسوب الخاصة بالتحرير.
منزلي يظل تحت المراقبة. لا اعلم كيف صارت أحوال زوجتي وأطفالي. زوجتي ليس
لديها عنوان بريد اليكتروني، وأنا لا املك مالا كي ادفع ثمن المكالمة
الهاتفية"